أسماء وأوصاف القران الكريم ومناسباتها

بسم الله الرحمن الرحيمأسماء وأوصاف القران الكريم ومناسباتها
تناول العلماءاسماء القران الكريم بالبحث (وقال ابو المعاني في كتاب البرهان:اعلم ان الله سمى القران بخمسة وخمسين أسما )وبالحقيقة هذا وهم منه اذ انه لم يفرق بين الاسماء والاوصاف واكثر ما ذكرمن أسماء القران ان هي الاوصاف مناسبة لكتاب الله العزيز (المناسبة في اللغة) المقارنة وفلان ناسب فلانا أي صار قريبا منه ونسمي النسيب نسيبا لقربه منه واتصاله ولكل من أسماء القران أو اوصافه مناسبة مضمونية فوصفه (بالحكيم)مثلا لاحكام صياغته واحتوائه على الحكم والعبر اذ الحكيم صفة تناسب مضمون القران ووصفه (بالنور)لان الرؤية لاتتم مع وجودالبصر الابالنور والعقل مع قدراته على الادراك فانه لايدرك كثيرا من الحقائق ولايهتدي اليها الابالقران الكريم وتوجيهاته النيرة قال تعالى...(قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور..) وفيما يأتي ذكر بعض اسماءواوصاف القران الكريم مع بيان المناسبة التي تربط بينه وبين المعاني الاشتقاقية لهذه الاسماء والاوصاف:
اولا: القران ..قال تعالى ((لو أنزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله...))الحشر الاية/21 فان قلنا ان القران مصدر او وصف مشتق فمعناه (الجمع) من قولهم قرات اي جمعته بدلالة قوله تعالى(فاذا قراناه فاتبع قرانه)) القيامة اية/18 ومناسبة ان القران الكريم جمع احكام الامم الغابرة واخبارها وجمع بين اصول العقيدة ومبادى الاخلاق والاحكام العملية وجمع للتمسك به خاصة خير الدنيا والاخرة قال تعالى((ان هذا القران يهدي للتي هي أقوم))لاسراء الاية/9. وجمع بين متطلبات الانسان الروحية والجسدية وهكذا..والى هذا المعنى ذهب جماعة من اللغويين (أنظر لسان العرب لابن منظور مادة أقرأ)وان قلنا ان القران مصدرقرأ قراءة قرأنا :اي نطق بالمكتوب صح ذلك ومنه قوله تعالى ((ان علينا جمعه وقرانه))القيامة اية/17 اما اذا قلنا ان القران لم يؤخذ من قرأت اذ لايقال لكل جمع قران ولالجمع كل كلام قران فيكون اسما قد خص بالكتاب المنزل على نبينا محمد المرسل (صلى الله عليه واله)فصار علما كالتوراة والانجيل (انظلاالى كتاب المفردات للراغب الاصفهاني الجزء 2و4)
ثانيا: الكتاب.. قال العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي في الميزان ج 7صفحة 265 (الكتاب هو الصحيفه او الصحائف التي تضبط فيها طائفة من المعاني عن طريق التخطيط بالقلم ا وطابع او غيرها)كما ان الكتابة ليست جمعا للحروف ورسما للالفاظ فتسمية كلام الله تعالى ب(الكتاب)اشارة الى جمعه في سطور وقد جرت كلامه تعالى في اطلاق الكتاب على امور منها:
أ‌- الكتب المنزلة على الانبياء المشتملة على شرائع الدين ككتاب ابراهيم وموسى عليهما السلام (صحف ابراهيم وموسى )الاعلى اية/19 وكتاب نبينا الاعظم محمد صلى الله عليه واله (الم ذلك الكتاب لاريب فيه ....)البقرة اية/1-2 وكتاب يحيى (ع): (يايحيى خذ الكتاب بقوة....)مريم اية/12
ب‌- الكتب المختصة بضبط الحسنات والسيئات فمنها ماهو خاص بكل انسان (وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا أقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )الاسراءاية/13و14 ومنهما ماهوعام لكل امه من الامم (وترى كل امه جاثية كل امه تدعى الى كتابها اليوم تجزون ماكنتم تعملون)الجاثية اية/28
ج- الكتب التي تضبط احداث الوجود ونظامه وهذه منها الثابت قال تعالى(...مايعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولاأصغر من ذلك ولاأكبر الافي كتاب مبين)يونس اية/61 ومنها ماهو متغير بحسب (البداء)كما يشاء الله تعالى(يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده ام الكتاب)الرعد اية/39
ثالثا: الفرقان.. قال تعالى (تبارك الذي نزل الفرقان...)الفرقان اية/1 ومادة الفرقان تفيد التفرقة ومناسبتها اشعار بالدور الذي اداه الكتاب العزيز في التفريق بين الحق والباطل والهدى والضلال وطريق الجنة والنار (قل الطبرسي في تفسير مجمع البيان ج 1ص 14 سمي بذلك لانه يؤدي الى النجاة والمخرج نظير قوله تعالى (...ويجعل لكم فرقانا ...)الانفال اية/29
رابعا: الكلام .. وهو مشتق من الكلم بمعنى التأثير (قال السيوطي في الاتقان ج 1 ص 50 لانه يؤثر في ذهن السامع فائدة لم تكن عنده ) قال تعالى ((وان احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لايعلمون)) التوبة اية/6
خامسا: الهدى.. ومناسبته كون القران الكريم هاديا الى الحق والرشاد وهو من باب اطلاق المصادروارادة الفاعل نظير قولع تعالى((شهر رمضن الذي أنزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان...))البقرة اية/185 بمعنى هاديا للناس
سادسا: ذكر.. وهو الشرف ومناسبته ان رسول الله صلى الله عليه واله نال أقصى الشرف واعلى الدرجات بتبليغه القران الكريم وكذلك صارت امته خير الامم واشرفها لانها حملت للناس نور القران وهدايته قال تعالى((وانه لذكرى لك ولقومك وسوف تسألون))الزخرف اية/44 كما وردت اوصاف اخرى منها (الشفاء)اشارة الى أثره في معالجة امراض القلب كالحسد والرياء والتكبر وغيره من الامراض بل هو شفاء للجسم قال تعالى ((وكلوا واشربوا ولاتسرفوا انه لايحب المسرفين)) الاعراف اية/31 ومنها( القصص ) كما قال تعالى ((ان هذا لهو القصص الحق))ال عمرن اية/62 ومنها (العزيزو المثاني و التنزيل والرحمة و المهيمن و النذير ...الخ) وغيرها كثير وفي الخاتمة نسأل الله تعالى ان يجعلنا من المتمسكين بالقران الكريم والعترة الطاهرين حيث قال الرسول الكريم(اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ) واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.